الاثنين، 28 مارس 2011

العابثــــــــــــة



العابثــــــــــــة



تعرفا من خلال شبكة النت ... بدون أن يشعرا أصبحت أحاديثهم رقيقة رومانسية ... أعجبه رقتها .. أعجبتها واقعيته البسيطة .. أعجبه تدينها بلا تطرف ... أعجبتها قوة شخصيته بلا تسلط ... أحس أنها ضالته ... أحست أن آن الأوان لتفتح أبواب قلبها ..... بدأ الموبايل يلعب دوره بعد أن تراجع النت وما عاد أسلوب الاتصال الأساسى .... شده صوتها الآسر الحنون ... شدها اهتمامه وخوفه عليها ... حدثها عن عمله فى مكان بعيد عن المدينة ...... حدثته عن إشفاقها عليه من هذه الوحدة ..... قال لها لا بد أن نلتقى ...."قالت له : أنا أريد أن أُصارحك بـــ..." " قاطعها: أريد أن ألقاكِ أولا ثم بعدها نتحدث .... لا شئ فى الدنيا يُمكن أن يُبعدنى عنكِ" "قالت: هل فعلا تعنى ما تقول؟ .... هل فعلا لا تريد أن أسرد لك خصوصياتى؟" "قال: لأ لأ لأ لأ " ثم حددا موعد ومكان اللقاء ... فى المكان وقبل الزمن المحدد بساعة كاملة دلفت هى إلى الكافيه وعند أول منضدة على يسار الباب جلست كما اتفقا ... دقات قلبها تتسارع كلما نقُصت عدد الدقائق الفاصلة بينها وبين لقاءه ... عينيه تسأل المرآة عن ذوقه فى اختيار المظهر الكاجوال أم الكلاسيكى؟ فانتصر الكاجوال... الجو كان صافيا بنسمة صيفية تُداعب كل من بالطريق ..... ثم حانت اللحظة الحاسمة ... دلف هو إلى الكافيه وعند المنضدة المُحددة رآها من ظهرها .... "هتف باسمها هامسا :ندى!!!" ... أومأت وهى فى مكانها .... فجلس أمامها مادا لها يده ... "فقالت بصوت عذب: سامر!!!" .... وتلامست الأيدى ... وما عاد أحد يستطيع أن يعُد ضربات قلبيهما .... جمالها من النوع الهادئ الأنيق المحترم ...."حدث سامر نفسه: هى من كنت أحلُم بها" ... لم تُفلت ندى يد سامر من يدها بل بدأت تتحسسها بنعومة ... وشعر سامر بالحرج ثم بالنشوة .... صعدت يد ندى إلى ذراعه ثم إلى رقبته ثم إلى شعره ... تخللته بأصابعها وقد كان سامر صففه بعناية "وهمست :هل يمكن أن أتحسس وجهك؟" ..... تحرج سامر أن يرفض .... واستمرت لمساتها إلى جبهته ثم عينيه ثم أنفه ... حتى أصبح وجهه كله تحتضنه فى راحتيها .... وابتسامة كبيرة علت وجهها ... همت أن تفتح فمها لتتحدث ..... هنا انتفض سامر من شدة معاناته من تلك اللمسات ... "وصرخ: كفى .. ما هذا الذى تفعلينه؟ ..ظننتُكِ فاضلة فرأيتك عابثة .. أمن أول لقاء تتحسسين الرجال هكذا؟ إذن ماذا تفعلين فى اللقاء الثانى؟" ووقف دافعا مقعده بقدمه ودفع بيده فى جيبه ليضع الحساب على المنضدة... فمدت يدها إلى ذراعه وتشبثت به "قائلة من وسط سيل من الدموع بلل وجهها: معذرة ولكنك رفضت أن تسمعنى سابقا وأصررت أن نلتقى أولا ... أنا.. أنا ... أنا لا أرى إلا بيداى" .. "بُهت سامر: أتعنين أنكِ...؟" "نعم .. أنا كفيفة ... أنا لست عابثة ....أرأيت ؟ كان يجب أن تسمعنى، لكى لا نلتقى،.." ... واستمر سيل دموعها .... مد سامر كلتا يده ليحتضن بهما وجهها الحزين وقد كسا الحنان وجهه وصوته " وقال: هيا بنا إلى أقرب مأذون لأقول لكِ أن كل ما حلمت به وجدته فيكِ وان كنت ترينى بيديكِ فأنا أراكِ بقلبى".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق